أقيمت صلاة الجمعة المركزية، في محافظة البصرة بامامة فضيلة الشيخ حازم الشحماني.
وقال الشيخ الشحماني، خلال الخطبة وحضرها “النعيم نيوز”، أن “الامام الجواد مصدر هدى ورشاد، ضرورة التواصل مع القيادة الدينية شرط في ذلك الناس في هذه الدنيا على قسمين:
– قسم الضائعين الذين لا يرجى منهم خيرا
– وقسم المبتعدين الذين هم بحاجة لمصدر هدى ورشاد
وهؤلاء على مستويات بحسب حالهم وبالتالي بحسب حاجتهم لذلك المصدر، فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ… فهذا هو حال الناس في كل زمان”.
وأضاف “وقد من الله وهو العارف بخلقه على القسم الذي يؤمل منه خيرا. بل وعلى الجميع بمصدري هدى ورشاد لا غنى عنهما، وهما العقل ، ويد العون الممتدة من السماء. تلك اليد التي كانت وما زالت تأخذ بيد الانسان الى طريق النجاة، وهي المتمثلة بالانبياء والاوصياء سلام الله عليهم جميعا.(انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا)”
كما تابع القول “فقد كان ائمتنا عليهم السلام خير مصدر هداية للأمة فمن خالفهم هلك ومن اتبعهم نجا. ويمكننا ان نجد هذا التقسيم الثنائي للناس بين سطور كلمات صاحب الذكرى الامام الجواد عليه السلام. فقد نقل انه قال: (كيف يضيع مَنِ الله كافلُه؟ وكيف ينجو منِ الله طالبُه؟ ومَنِ انقطع لله وَكَّلَه اللهُ إليه )”.
ولفت بالقول أيضا “لاحظوا التقسيم الضمني بين هالك وبين ناج. ولاحظوا ان الناجي الذي لم ولن يضيع بنص الامام الجواد هو ذلك المتوجه لله الذي جعل بينه وبين اولياء الله صلة مستمرة، ليكون عمله عن علم ودراية. ومن الملاحظ اليوم وجود ظاهرة اجتماعية لا يستهان بخطورتها . وهي ظاهرة نشر ثقافة عدم ضرورة الارتباط بمرجعية دينية، فكم من الناس اولئك الذين لا يراعون هذا الشرط الذي لابد منه. فيذهبون عكس ما هو مراد، فهناك من يخطأ التشخيص فيتبع قيادة لا تأخذ بيده للنجاة. ولعل ذلك يكون بسبب الغفلة واللامبالاة احيانا كما كان من كنكر”.
وأوضح “لعل هؤلاء ارادوا الطريق لكنهم اخطأوه. اما اصحاب ثقافة الانسلاخ والابتعاد فهم يفسدون وهم يحسبون انهم يصلحون كما وصف الامام الجواد
(ومن عمل على غير علم كان ما يُفسد أكثر مما يصلح) وهؤلاء على قسمين:
-قسم المعلنين الذين ينظرون لذلك صراحة ..وهم اصحاب اتجاه عقدي.. ليس الكلام معهم الان.. وانما مع القسم الاخر
-وهو قسم غير ذلك تماما..يمكننا ان نسميه بقسم الابتعاد العملي”.
تابع “وهم على انحاء ايضا فمنهم من اخذته امواج اللامبالاة. فليس له اي اتصال يذكر مع قيادته الدينية. لا من قريب ولا من بعيد، ونحو اخر اعتد بنفسه-ربما- فذهب الى هذا الابتعاد من حيث يشعر او لا يشعر، ونحو ثالث وقع في شبهة النقد والملاحظات.. فسحب ذلك على قيادته الدينية. فروي عنه ايضا أنه قال: ” مَن لم يَعرِف الموارِد أعيَتهُ المصادر” فمن كانت مدخلاته الفكرية والمعرفية عشوائية وغير صحيحية. كانت نتائجة كذلك. فانما يكون الصدور بحسب الورود”.
وأردف بالقول “ويبدو ان ظريف ابن الرومي جمع المعنيين(الورود والصدور) اقتباسا من هذا المعنى. مشبها حال اولئك بحال بعض الاسماك التي تتجه نحو شباك الصيد بقوله: فأصْدَرَهُ الصيَّادُ عن خيرِ مَوْرِدِ!! وأورَدَه الشَّوَّاءُ أخبث مورِدِ. فلابد لنا من التأكيد على استمرار تواصلنا والاستعانة بمصادر الارشاد والهداية واوضح مصاديقها الظاهرة اليوم هي المرجعية الرشيدة وهذا لا يكون الا بحضور المساجد و التواصل المستمر مع مؤسسات المرجعية وحضور صلوات الجمعة والجماعة التي نستطيع ان نقول انها محرار قياس مستوى هذا التواصل المطلوب”.
وبين “هذا ما كان عليه الصالحون وربى المعصومون اصحابهم عليه حيث كان رضوان الله عليهم يرجعون بكل كبيرة وصغيرة للقيادة الربانية.. ومن شواهد هذا في ايام الامام الجواد ما كان من قصة خيران القراطيسي..فينقل عن إبراهيم بن مهزيار، قال: كتب إلى خيران قد وجهت إليك دراهم، كانت أهديت إلي من طرسوس ، و كرهت أن أردها على صاحبها أو أحدث فيها حدثا من دون أمرك فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا… ؟
فكتب و قرأته: اقبل منهم إذا أهدي إليك دراهم أو غيرها.. فإن رسول الله(ص)لم يرد هدية على يهودي و لا نصراني”.
وأضاف “فخيران هذا يكتب لامامه من بلاد بعيدة للسؤال عن وظيفته الشرعية تجاه هذا الابتلاء.. وكيف يتصرف بتلك الاموال ان اخذها..ولم يقع بمحذور اللامبالاة.. رغم انه ليس رجلا بسيطا على المستوى العلمي.. حيث اعتبره الامام الجواد في نص اخر وكيلا عنه.. قائلا :(اعمل في ذلك برأيك فإن رأيك رأيي و من أطاعك فقد أطاعني)..فلم يقع بمحذور الاعتداد بالنفس”.
وأشار “فقد اكد الامام الجواد على ضرورة هذا التواصل كمصدر هداية للموالين. كيف لا وهو الامام الذي حسمت ولادته محاولات فصل الامة عن المعصوم. حين كان اتجاه الواقفة نشطا.. وازداد نشاطا بسبب تأخر ولادته المباركة.حيث حاجج الواقفي الحسين بن قياما الامام الرضا… محتجا عليه باننا قد علمنا ان الامامة انما تكون بالعقب وليس لك ولد ..وبالتالي ماذا ..؟انت لست اماما ايها الجواد..! مما ادى لتصريح الامام المعروف بان سيكون له ولد يحمل عنه اعباء الامامة..فان اردنا السلامة..فلنكن كما كان خيران ؛ ولا نكن كما كان ابن قياما ..فلابد من وجوب الدليل الدال”.
وأكمل سماحته “فعن الإمام الباقر (عليه السلام): “يخرج أحدكم فراسخ. فيطلب لنفسه دليلًا، وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض، فاطلب لنفسك دليلًا”، وكذلك كان تشكيك البعض بعد تسلم الامام الجواد الامامة. فروي في كشف الغمة عن القاسم بن عبد الرحمن – وكان زيديا – قال: خرجت إلى بغداد فبين ما أنا بها إذا رأيت الناس يتعادون ويتشرفون ويقفون، قلت: ما هذا فقالوا: ابن الرضا، ابن الرضا. فقلت: والله لأنظرن إليه، فطلع على بغل – أو بغلة – فقلت: لعن الله أصحاب الإمامة حيث يقولون ان الله افترض طاعة هذا. فالتفت إلي وقال: ” يا قاسم بن عبد الرحمن، ﴿… أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر﴾ “.فقلت في نفسي: ساحر والله.فالتفت إلي فقال:” ﴿أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر﴾ “.قال: فانصرفت وقلت بالإمامة.” فهكذا كان الامام الجواد يحاول بقدر المستطاع ان يعيد بوصلة انقياد الامة الى الاتجاه الصحيح”.
ونوه أيضا “ومواقفة ومناظراته مع يحى بن الاكثم خير شاهد على انه كان يحرص على تصحيح المسار العقدي والفكري للمسلمين. فهو المصدر الفكري الممثل عن السماء. فهاهو سلام الله عليه يذكر في رسالته لسعد الخير: (وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه، وولاّهم عدوّهم حين تولّوه.وكان من نَبذِهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظهم للرّواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ، وكان من نبذهم للكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون ، فأوردوهم الهوى ، وأصدروهم إلى الردى ، وغيّروا عرى الدين ، ثم ورّثوه في السّفه والصّبا)فان البشرية كانت ولا زالت مبتعدة عن قبول يد السماء الواقعية ..ولكننا نتكلم ضمن دائرة الموالين وبخصوص القيادة الظاهرية ..فتوجه البعض عمليا وسلوكيا وربما تنظيريا للانسلاخ عن قيادة الفقهاء مشكلة لا يحسن ان تهمل. فليلتفت الجميع اين يضع نفسه امع التائهين ام مع الباقين”.
وأضاف مراسلنا “وفي الخطبة الثانية بعد ان تطرق الخطيب لوظائف الحكومة بنظر الامام امير المؤمنين مستعينا بخطبته حين رفع الخوارح شعار لا حكم الا لله. حيث ادرج الوظائف وفقا لكلام الامام وفقرات خطبته في النهج الشرف. ختم الخطبة الثانية بمسالة تأخر تكوين الحكومة قائلا “(واخيرا وفي نحن في ايام ازمة التجاذبات السياسية وتأخر تكوين الحكومة)
وتابع “و في أيام ولادة الامام امير المؤمنين صاحب هذه النصوص ندعو جميع الأطراف السياسية إلى تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة..ونذكرهم بأن المكاسب الدنيوية زائلة لا تستحق كل هذا الصراع,,كما ونحذر من الاستمرار بمسلسل الشعارات التي سمعها العراقيون كثيرا..
ونذكر العقلاء منهم ان قافلة هذا البلد الجريح لا يمكن لها ان تستمر بالمسير دون تنازلات من هذا الطرف او ذاك ..ولابد لكل الجهات ان لا يكون هدفها الاول هو اقصاء الاخر فان منطق الغابة ما عاد يجدي نفعا.. وليعلم الجميع بان كل يوم تأخير تذهب فيه مصالح عامة للعراق .ومصالح خاصة للكثير من المواطنين”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز