تتوفر المكملات الغذائية على الكثير من العناصر الصحية والغذائية مثل الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها جسم الإنسان. لكنها لا تخلو من أضرار على الجسم إذا استخدمت بشكل خاطئ! يلجأ بعض الناس إلى المكملات الغذائية لتعويض النقص في بعض المواد لديهم مثل المغنيسيوم والكالسيوم أو فيتامين د أو ما شابه.
لكن هذه المكملات الغذائية قد يتحول مفعولها إلى ضرر على الصحة إذا لم يتم استهلاكها حسب تعليمات الطبيب أو الصيدلي لماذا؟ عندما تصبح الالكتروليات في الجسم غير متوازنة تشكل خطرا على الصحة. فانخفاض مستوى الحديد في الدم قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم.
الكالسيوم مفيد للصحة لكن ارتفاع مستواه في الجسم يسبب الغثيان وآلام البطن. بل إنه في حالات شديدة ممكن أن يتسبب في عدم انتظام دقات القلب وفي الوفاة، أيضا الجرعات الزائدة من فيتامين د يمكن أن تتسبب في مشاكل صحية. وهو أمر أصبح أكثر شيوعا في الفترة الأخيرة حسب ما يؤكد مركز المعلومات الخاص بالسموم في مدينة إيرفورت الألمانية. وتوضح رئيسة المركز داغمار براسا في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية أن معظم الحالات التي ترد المركز تتعلق بجرعات زائدة غير مقصودة وغير خطيرة نسبيا.
لكن قد يختلف الأمر في بعض الأحيان وتصبح الحالات مهددة للحياة، حسب معهد روبرت كوخ الألماني فإن الإفراط في تناول فيتامين د يؤدي إلى “زيادة مستويات الكالسيوم (فرط كالسيوم الدم) في الجسم مما قد يؤدي إلى غثيان حاد وفقدان الشهية وتشنجات في البطن وقيء أو في الحالات الشديدة تلف الكلى وعدم انتظام ضربات القلب وفقدان الوعي والوفاة” ويوضح المعهد أيضا بأنه نظرًا لإمكانية تخزين فيتامين (د) في الجسم فمن الممكن حدوث جرعات زائدة حادة وتدريجية.
معرفة أن المكملات الغذائية هي صالحة في المقام الأول للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة. وأنها من الناحية القانونية مثل المواد الغذائية لا توجد هيئة لترخيصها كما لا توجد هيئة مخصصة للإبلاغ عن الآثار الجانبية التي قد تسببها.
علاوة على ذلك يمكن بسهولة تجاوز الجرعات الضرورية عند تناول المكملات الغذائية إذا لم يتم الالتزام بالكمية الموصى بها من طرف الشركة المصنعة، وحسب الموقع العلمي Quarks فإن المكملات الغذائية بالنسبة للكثيرين غير ضرورية فمن لا يعاني في نقص من في المواد المغذية لا يحتاج لمكملات غذائية.
المكملات الغذائية
تشمل المكملات الغذائية المستحضرات التي تحتوي الفيتامينات أو المعادن أو الألياف أو الأعشاب، والتي تباع في عدة أشكال كحبوب أو مسحوق أو مشروبات، وتصنف كغذاء لا كدواء. وبالتالي فهي لا تخضع لشروط تصنيع الأدوية الصارمة، كما لا تمر بالفحوص والأبحاث التي تجرى على الأدوية وتستغرق عادة سنوات.
رغم رواج “ثقافة الحبة السحرية” التي يرى أصحابها أن الصحة والعافية يمكن الحصول عليها عبر تناول المكملات الغذائية التي تزودهم بكل ما يحتاجون إليه من فيتامينات ومعادن، فهي العلاج السحري والشفاء من كل داء؛ فإن هذه الثقافة قد تودي بصاحبها إلى المهالك.
يمكن تقسيم المكملات الغذائية إلى ثلاث مجموعات رئيسية: مكملات الفيتامينات والمعادن، ومكملات الألياف، ومكملات المستحضرات العشبية.
تشمل المستحضرات التي تزود الجسم بالفيتامينات مثل مركبات الفيتامينات التي تضم مجموعة منها، والفيتامينات المفردة كفيتامين “ج” والبيتاكاروتين وحمض الفوليك، ومكملات المعادن مثل مكملات الكالسيوم والحديد.
تلعب هذه المكملات دورا أساسيا ومهما في التعامل مع الظروف الصحية والوقاية من بعض الأمراض، فمثلا حمض الفوليك يصفه الطبيب للمرأة التي تريد الحمل لتقليل مخاطر تعرض وليدها لتشوهات الأنبوب العصبي، ومكملات الحديد تعطى لمرضى فقر الدم. أما مكملات الكالسيوم فقد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بترقق العظام.
مع ذلك، فإن استعمال هذه المكملات دون إشراف الطبيب قد يقود إلى عواقب وخيمة، وخاصة مكملات فيتامين “أ” والحديد وفيتامين “د”. ففي دراسة أجريت على البيتاكاروتين -وهو مركب يتحول إلى فيتامين “أ” في الجسم- أعطى الباحثون هذا المركب للمدخنين مكملا غذائيا لخفض مخاطر إصابتهم بسرطان الرئة، وكانت المفاجأة أن ذلك زاد مخاطر تعرض هذه الفئة للسرطان.
ويمكن تفسير هذه النقطة بالرجوع إلى الكيمياء الحيوية، فجميع الفيتامينات والمعادن لها تأثير كيميائي في الجسم يرتبط بتركيزها، ولذلك فقد تكون هذه المواد لها دور وقائي من المرض على تركيز معين، أما عند ارتفاعه فإن سلوكها الكيميائي يختلف تماما وتزيد مخاطر المرض.
لذلك يجب مراعاة التالي قبل تناول مكملات الفيتامينات والمعادن:
يجب أن تؤخذ هذ المكملات لسد نقص معين في المادة (مثل أخذ الحديد لعلاج فقر الدم) وفقا لإرشادات الطبيب.
المكملات ليست علاجا للأمراض ولا بديلا للدواء، فمكملات فيتامين “ج” لا تعالج السرطان مثلا.
اقرأ دائما النشرة المرفقة بالمكمل.
استشر طبيبك وأخبره عن تناولك للمكمل.
لا تتجاوز أبدا الحد الذي أوصى به الطبيب أو النشرة الطبية المرفقة بالمكمل.
هذه المكملات ليست وسيلة للوقاية من السرطان الذي يمكن الوقاية من بعض أنواعه بالحصول على الفيتامينات والمعادن من الخضراوات والفواكه والبقول والحبوب الكاملة، مما يزود الجسم أيضا بمواد كيميائية أخرى تساعد في الوقاية من السرطان.
عند تناولك للفيتامينات والمعادن من مصادرها الطبيعة فإن احتمال تجاوزك للجرعة القصوى أقل بكثير مما لو أخذتها عبر المكملات.
هي مواد تحتوي على ألياف غذائية على شكل حبوب أو مسحوق. وهذه المواد قد يصفها الطبيب لعلاج حالات الإمساك، ولكن يجب أخذها بناء على توصية الطبيب لأن تناولها بطريقة خاطئة أو فجأة قد يؤدي إلى زيادة الإمساك أو حدوث انسداد في الأمعاء.
شاع في فترة معينة تناول هذ المكملات وسيلةً لتخفيض الوزن، إذ يقول متناولوها إنها تساعد في الشبع. ورغم أن الألياف تتمدد في المعدة والقناة الهضمية وتأخذ حيزا أكبر مما قد يساعد على الشعور بالامتلاء، فإن تخفيض الوزن يتطلب تغيرات دائمة وتدريجية في السلوك الغذائي والعادات، لا التعامل مع الموضوع بعقلية العلاج المؤقت الذي ينهيه الشخص لينطلق إلى دورة جديدة من الأكل والالتهام.
لذلك فإن مكملات الألياف الغذائية قد تكون علاجا لظرف صحي بناء على توصية الطبيب، ولكن الأفضل دائما هو الحصول عليها من مصادرها الطبيعية، مثل الحبوب الكاملة والبقول والخضراوات والفواكه.
هي أعشاب تــُحضّر وتــُعبأ وتــُباع للمستهلك في عدة أشكال، ويطلق مروجوها العديد من الادعاءات مثل تخفيضها الوزن وعلاج الإمساك وحتى الشفاء من السرطان. وفي المقابل، فإن هذه المستحضرات ليست أدوية ولا تخضع لإجراءات ترخيص وبيع الدواء.
تحذر المؤسسات الوطنية للصحة في الولايات المتحدة من مخاطر محتملة للمكملات العشبية، مشيرة إلى التالي:
كون المنتج “طبيعيا” لا يعني أنه مفيد للصحة أو حتى آمن، فالتبغ منتج طبيعي ينبت في الأرض ولكنه يقتل ويسبب السرطان.
المكملات العشبية قد تحتوي على عشرات المركبات غير المعروفة بالنسبة للباحثين ولا لجهات الرقابة، وقد تضر أو تسبب الحساسية للبعض.
هذه المكملات قد تكون ملوثة بالمبيدات الحشرية أو المعادن أو الفضلات والحشرات.
من المحتمل أن تضاف إلى هذه المكملات أدوية أو مستحضرات غير قانونية، وذلك لإعطائها تأثيرات إضافية فعالة، وهذا الأمر ينطبق أيضا على كثير من المكملات التي تستعمل لأغراض التحفيز الرياضي.
المستحضر قد يحتوي -بسبب عدم خضوعه للرقابة- على تركيز مختلف عما هو مكتوب عليه، إذ قد تأخذ كمية أقل أو أكثر بكثير من التي تظن أنك تتناولها.
قد تحتوي المكملات على أعشاب مختلفة كليا عما هو مكتوب عليها، وبالتالي فقد لا تحتوي أصلا على العشبة التي تظن أنك تتناولها.
أما إدارة الغذاء والدواء الأميركية فتحذر من المكملات الغذائية -باختلاف أنواعها- التي تقدم ادعاءات غير منطقية، مثل أنها “تشفي من جميع الأمراض”، و”المادة الفلانية تعالج مرض السكري مثلا”، فبعض الادعاءات جيدة للغاية لكنها غير حقيقية.
بالنسبة للمكملات الغذائية، قد يكون السر في تسميتها، فهي مكملات، أي أن الشخص يجب ألا يأخذها إلا إذا كان عنده نقص حقيقي شخّصه الطبيب مثل “الأنيميا”، أو حاجة طبية للمكمَّل مثل المرأة الحامل أو التي تريد الحمل، أو غيرها من ظروف صحية يشخصها الطبيب، وعندها فقط يمكنها أن تحمي صحتنا. أما عند تناولها بعشوائية ودون استشارة الطبيب فإنها قد تُذهب الصحة وتنقص العمر.
دليلك لاختيار المكملات الغذائية الصحيحة
ما هي القواعد الأساسية لاختيار مكملات غذائية ذات جودة عالية؟ هنالك إقبال متزايد بين قطاعات واسعة من الناس على شراء المكملات الغذائية، بهدف تعزيز الصحة العامة، خصوصاً بعد النصائح التي قدمها الأطباء إبان فترة جائحة كوفيد-19، حيث دعوا إلى دعم “المناعة العامة” من خلال تناول الفيتامينات والمعادن، كفيتامينات: D3 K2 C، وأيضاً الزنك، وسواها من المغذيات.
هذه التوصيات دفعت ملايين البشر إلى التوجه نحو الصيدليات والمتاجر الإلكترونية من أجل الحصول على هذه المكملات، وسط سوق ضخم، وتجارة سنوية بمليارات الدولارات الأميركية، دون تمييز بين أنواع المكملات، ما جعلهم يختارون في أحيان كثيرة أنواعاً قليلة الجودة وذات فعالية منخفضة، بل إن بعضها يؤدي لنتائج عكسية.
المكملات الغذائية، من الضروري أن يتم اختيارها بعناية، من أجل تحقيق الفائدة المرجوة منها، ولذا يستحسن أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار:
1- تحديد الهدف. فعند الرغبة في شراء مكملٍ ما، لا بد من تحديد الهدف الصحي المبتغى منه، قبل اقتنائه، كي يتم الاختيار بشكل سليم. فعندما يريد الشخص الحصول على مكمل يدعم النوم السريع واسترخاء العضلات، فإنه لن يذهب لشراء فيتامين E، على سبيل المثال، وإنما سيبحث عن مكمل المغنيسيوم جليسينات، لأن الأخير هو من سيوصله إلى النتيجة المرجوة.
2- مناسبة المنتج للعمر والجنس. حيث هنالك منتجات مخصصة للفئات العمرية المختلفة، وتركيباتها وضعت لتتوافق مع الاحتياجات العمرية والجندرية أيضا.
3- عدم التعارض بين المكمل الغذائي والأدوية الكيميائية التي يتناولها الإنسان من أجل علاج بعض الأمراض.
4- الابتعاد عن المكملات المصنعة كيميائياً. فجسم الإنسان يتعامل مع الفيتامينات المصنعة من مواد كيميائية بطريقة تحول دون الاستفادة منها، وينظرُ لها بوصفها مواد غريبة، ولذا يقاومها، فتكون عملية الامتصاص أقل. فضلاً عن أن هذه المكملات “المصنعة” يُخلق بعضها من مشتقات نفطية، أو تحتوي على معادن ثقيلة أو شوائب بلاستيكية، مما يجعلها مضرة بالصحة العامة.
5- المصادر الطبيعية. فالمكملات الأعلى جودة هي التي تأتي من مصادر حيوانية ونباتية طبيعية، عضوية، نقية، غير معرضة للمبيدات الحشرية، وليست معدلة وراثياً، وغير خاضعة للعلاج الكيميائي المخبري.
6- عدم وجود حشوات ضارة. المنتجات العضوية عالية الجودة تكلف الشركات المصنعة مبالغ مالية أكبر، ولذا تختار بعض هذه الشركات أن تضع نسبة أقل من المادة الفعالة في الكبسولة الغذائية، وتضيف لها حشوات تملأ بها المنتج، بهدف تقليل الكلفة المادية. هذه الحشوات عادة ما تكون من مواد رخيصة، إلا أنها قد تسبب مشكلات كبيرة، أو تعطل عمل المادة الفعالة. ولذا، من المهم أن يكون المنتج خالياً من أي إضافات ضارة، كـ: زيت دوار الشمس، السكر، الأرز.. وسواها من المواد التي يجب تجنبها.
7- التركيبة المتوازنة. فلا يكفي أن يتناول الإنسان مكملاً ما للحصول على الفائدة المرجوة، حيث من المهم أن يقرأ المشتري مكونات المكمل الغذائي، ويلتفت إلى نسبة المادة الفعالة، وإذا كان تركيزها أقل من الجرعة المطلوبة أو ضمن المدى الصحيح لها. إضافة لتوازن المكونات الأخرى. فعلى سبيل المثال، عند شراء فيتامين D3، لا بد أن يكون معه فيتامين K2، لأن الأخير هو المسؤول عن نقل الأول من الدم إلى العظام، وفي حال تناول فيتامين D3 وحده ربما يشكل ذلك خطراً صحياً على المدى الطويل.
8- أن يكون المنتج مختبراً من طرفٍ ثالث. أي هنالك جهة محايدة موثوقة قامت باختبار المنتج والتأكد من دقة المعلومات المدونة على الغلاف، وأنه لا يحتوي على أي ملوثات أو مواد كيميائية أو معادن ثقيلة أو مبيدات حشرية أو تم اختباره على الحيوانات بطريقة لا أخلاقية.
9- اختيار الشركات الموثوقة. هنالك مئات الشركات التي تبيع المكملات الغذائية حول العالم، والعديد منها يهمها الربح الكبير دون العناية بالجودة ومحتوى المنتج. من هنا، ينبغي اختيار الشركات ذات السمعة الموثوقة، والحاصلة على شهادات ضامنة من هيئات طبية وغذائية غير ربحية، تشير على سبيل المثال إلى أنها: طبيعية، عضوية، غير معدلة وراثياً، خالية من المبيدات الحشرية، خالية من الغلوتين، صديقة للبيئة.
10- طراوة المنتج. كلما كان المنتج حديثاً، ليس قديماً أو شارف تاريخ صلاحيته على الانتهاء، ومصنعاً من منتجات حيوانية ونباتية طازجة ومن مصادر موثوقة، كان المُكمل أكثر فائدة وقدرة على البقاء حتى استنفاد كميته.
11- التعبئة والتخزين. هنالك شركات تهتم بأن تكون عبوات المكملات الغذائية غير بلاستيكية، لما للبلاستيك من سمية على جسم الإنسان. ولذا، من الأفضل أن تكون العبوة زجاجية معتمة، ذات غطاء معدني محكمٍ يتضمن ممتصاً للأوكسجين لكيلا تتأكسد الكبسولات. والأفضل أن تخزن العبوات في أماكن لا يصلها الضوء، جافة، ذات درجة حرارة معتدلة.
مكملات غذائية ينصح اختصاصيو التغذية بتناولها
إلى جانب النظام الغذائي الصحي، يمكن أن تساعد المكملات الغذائية في تزويد الجسم بالعناصر الغذائية والمركبات المفيدة لمكافحة الأمراض وتقوية جهاز المناعة.
تنتشر الأمراض المرتبطة بسوء التغذية في الآونة الأخيرة بسبب الإكثار من تناول الصوديوم والدهون المشبعة والسكريات المضافة. ويمكن أن يؤدي عدم التوازن الغذائي إلى الإضرار بالصحة، لأنه يتسبب في نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الألياف الغذائية والدهون الصحية ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن. ولتعويض هذا النقص يتجه الكثيرون إلى تناول المكملات الغذائية، وفقاً لما نشره موقع Eating Well.
ويمكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية على الاقتراب من تحقيق الأهداف الغذائية وتعزيز وظائف الجسم وتحسين الصحة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض. لكن يمكن أن يكون من الصعب معرفة ما هي الاختيارات المناسبة والأكثر فائدة، بخاصة وأن بعض المكملات الغذائية يمكن أن تكون مفيدة، إلا أنها لا ينبغي على الإطلاق أن تصبح بدائل للأكل الصحي، بل يجب أن تكمل أسلوب حياة صحي من خلال المساعدة في سد الفجوات المحتملة في النظام الغذائي.
ووفقاً لنصائح خبراء التغذية، فإن هناك أربع مكملات غذائية ينبغي الحرص على تناولها، وهي:
1. الأوميغا-3
إن أحماض الأوميغا-3 الدهنية هي دهون متعددة غير مشبعة توجد أساساً في المأكولات البحرية والمكسرات والبذور والزيوت. وتحتل أحماض الأوميغا-3 المرتبة الأولى في القائمة لأنها ضرورية لصحة القلب والدماغ والبصر. يذكر أن الجسم لا يقوم بإنتاج أحماض الأوميغا-3، لذا فإن الاعتماد على الأطعمة والمكملات الغنية بالأوميغا-3 طريقة جيدة لتلبية الاحتياجات اليومية منها. وتساعد أحماض الأوميغا-3 على تقليل احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب التاجية والوفاة بأمراض القلب.
2. فيتامين D
يلعب فيتامين D، المعروف بفيتامين “أشعة الشمس”، دوراً كبيراً في الحفاظ على العظام والأسنان والعضلات والأعصاب وجهاز المناعة في أفضل حالة. يمكن أن تترافق المستويات المنخفضة من فيتامين D مع مجموعة من الحالات المرضية مثل الاكتئاب والسكري وأمراض القلب وأمراض المناعة الذاتية والسرطان. ويتوفر فيتامين D في حليب البقر وصفار البيض والفطر والأسماك والحبوب المدعمة والحليب النباتي المدعم واللبن وعصير البرتقال المدعم.
وينصح الخبراء بأن يتناول البالغون 600 وحدة على الأقل من فيتامين D يومياً. ويمكن امتصاص فيتامين D بشكل أفضل مع وجبة تحتوي على الأفوكادو أو زبدة الجوز أو الجبن أو أي طعام آخر يحتوي على دهون.
3. البروبيوتيك
الجهاز الهضمي هو موطن لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، والكثير منها يفيد الصحة بالفعل. وعندما يكون هناك خلل في البكتيريا النافعة والسيئة في الأمعاء، فإن الشخص يصبح أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والمرض. تحتوي الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والتيمبيه والكيمتشي على مصادر للبروبيوتيك وتساعد على جلب البكتيريا الصحية إلى الأمعاء. كما تشير الأبحاث إلى أن البروبيوتيك يمكن أن يعزز صحة القلب والحالة النفسية والجهاز الهضمي والمناعة.
4. الكركم
يتم استخدام جذر الكركم على نطاق واسع في عدة أنواع من المأكولات والأدوية. ويتم الترويج للفوائد الصحية التي تحتويها مركباته النشطة بيولوجياً المسماة الكركمين، والتي تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي عن طريق التقاط المواد الضارة في الجسم والتي تسمى الجذور الحرة، مما يمنع الالتهاب. يمكن أن تسهم خصائص الكركم المضادة للالتهابات أيضاً في الحماية من أمراض الدماغ عن طريق منع الجزيئات الالتهابية في الدماغ والخلايا العصبية. يذكر أنه يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما يشمل مرض السكري وأمراض الكلى والسكتة الدماغية والسرطان وأمراض القلب.
وتقول منظمة الصحة العالمية أن المقدار اليومي المناسب من الكركم هو 1.4 مغم لكل رطل من وزن الجسم، أي حوالي 245 مغم للشخص الذي يزن 80 كلغ.
ليست مفيدة كلها.. دراسة تكشف أفضل المكملات الغذائية
نصحت دراسة حديثة الأطباء بمراجعة الوصفات الخاصة بالمكملات الغذائية التي يقدمونها للمرضى لمساعدتهم على تحسين صحة القلب، وفي دراسة نشرت بمجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، أوضح باحثون من الولايات المتحدة والصين، أن بعض المكملات الغذائية ليست مفيدة لصحة القلب كما كان يعتقد سابقا، مثل “بيتا كاروتين”، ووفق العلماء فإنهم راجعوا دراسات عديدة شملت تحليلا لتجارب على المغذيات الدقيقة المأخوذة كمكملات غذائية، وبعد فحص 27 نوعا مختلفا من المكملات المضادة للأكسدة من 884 دراسة، شملت 800000 مريض، قال الباحثون إنهم وجدوا أدلة قوية على أن العديد منها يحقق فوائد للقلب والأوعية الدموية.
كذلك أكد العلماء أن مكملات الأحماض الدهنية “أوميغا 3″، قللت من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، وفقما نقلت وكالة “يو بي آي” للأنباء، وبالنسبة لحمض الفوليك، فقد ثبت أنه يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
ولم تظهر الفيتامينات “سي” و”دي” و”إي” و”السيلينيوم” أي تأثير على نتائج أمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، كما أنها لم تقلل مخاطر الإصابة بالسكري من النوع 2، وفقا لمراجعة العلماء.
وبيّن العلماء أن مكملات “بيتا كاروتين” زادت بشكل معتدل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية ومرض السكري من النوع الثاني، وبدرجة أقل، الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، والوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كذلك أشار العلماء إلى أن تناول “بيتا كاروتين” كمكمل غذائي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين يكونون مستعدين لمثل هذا المرض.
ودعا العلماء إلى إجراء مزيد من البحوث حول الموضوع لتحليل ورصد أي إمكانية لوجود تدخلات غذائية عند الحديث عن هذه المكملات، ونصح العلماء الأشخاص الباحثين عن أغذية صحية مفيدة للقلب بالتركيز على ما يعرف بحمية البحر المتوسط، والإكثار من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
هل تهدر أموالك على المكملات الغذائية؟ هذا ما يقوله الخبراء
من غير المرجّح الحصول على حماية من أمراض السرطان أو القلب، أو منع حالات الوفاة بشكل عام عبر تناول مكمّلات الفيتامينات، والمعادن، وفقًا لما ذكرته فِرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية في إرشادات محدّثة صدرت في مجلة JAMA.
ومنذ آخر توصية لها في عام 2014، راجعت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية 84 دراسة اختبرت تأثير الفيتامينات على 700 ألف شخص تقريبًا، بما في ذلك 52 دراسة جديدة حول هذا الموضوع.
ومع ذلك، ظلّت النتيجة مثلما كانت عليه في عام 2014، ومفادها: إذا كنت بالغًا يتمتع بصحة جيدة، فهناك “أدلّة غير كافية” لوجود أي فوائد تُطيل عمر الفرد عند استخدام فيتامين E، وفيتامين D، والكالسيوم، وفيتامين A، و”بيتا كاروتين” ، وفيتامين B3، وفيتامين B6، وفيتامين C، والسيلينيوم.
ومع ذلك، هناك أدلّة كافية للتوصية بعدم استخدام مكمّلات “بيتا كاروتين”، والتي يحوّلها الجسم إلى فيتامين A، للوقاية من أمراض القلب، والأوعية الدموية، أو السرطان ، وذلك بسبب “زيادة مُحتملة لخطر الوفاة، والوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية، والوعائية، وسرطان الرئة”، بحسب ما ذكرته فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية.
وقالت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية إنه لا ينبغي للأشخاص استهلاك فيتامين E لأنه “ليس له فائدة صافية على الأغلب في الحد من الوفيات، أو أمراض القلب، والأوعية الدموية، أو السرطان”.
وفي مقال افتتاحي رافق الإرشادات، قال رئيس قسم الطب الباطني العام في كلية “فاينبرغ” للطب بجامعة “نورث وسترن” في مدينة شيكاغو الأمريكية، الدكتور جيفري ليندر: “ينبغي أن تستمر استشارات نمط الحياة الخاصة للوقاية من الأمراض المزمنة لدى المرضى في التركيز على الأساليب التي تستند إلى الأدلة، بما في ذلك الأنظمة الغذائية المتوازنة التي تحتوي على نسبة عالية من الفاكهة، والخضار، وممارسة النشاط البدني”.
وأضاف ليندر وزملاؤه: “بدلاً من تركيز المال، والوقت، والاهتمام على المكمّلات، من الأفضل التشديد على الأنشطة منخفضة المخاطر، والتي تتمتّع بفائدة أعلى… وذلك بعد اتّباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحي، وتجنّب التدخين”.
ولكن على الرغم من الرسالة الثابتة من المجتمع العلمي، فإن “أكثر من نصف البالغين الأمريكيين يستهلكون المكملات الغذائية”، حيث أنفقوا ما يقدر بنحو 50 مليار دولار في عام 2021، وفقًا لما ذكره ليندر وزملاؤه.
لذا، ما سبب إنفاقنا الكثير من المال على المكملات الغذائية رغم وجود القليل من الأدلة التي تدعم فوائدها؟
وقال عالم السلوك، الدكتور بيتر أوبل، في افتتاحية مصاحبة نُشرت في مجلة JAMA للطب الباطني: “بحسب استطلاعات رأي السكان، يتناول الأشخاص الفيتامينات إمّا للبقاء بصحّة جيّدة، أو للشعور بالمزيد من النشاط، أو من أجل راحة البال. ويتم تعزيز هذه المعتقدات التي تتحدّى الأدلة بالحملات التسويقية الذكية”.
وبمجرّد أن ينظر الأشخاص للفيتامينات على أنها “جيّدة وصحية”، يترسّخ سلوك آخر يُدعى “عدم الحساسية للجرعة”، وخلاله، يعتقد الأفراد أنه إذا كان القليل أمر جيّد، فيجب أن يكون المزيد أفضل، بحسب ما ذكره أوبل، وهو أستاذ بإدارة الأعمال، والسياسة العامة، والطب في كلية “فوكوا” للأعمال بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية.
وتواصلت CNN مع مجلس التغذية المسؤولة، وهو منظمة تجارية لصناعة المكمّلات الغذائية، وتلقت الرّد التالي من نائب الرئيس الأول للشؤون العلمية، والتنظيمية للمجلس، أندريا وونج: “لا ينبغي إساءة تفسير الأدلة المحدودة الواضحة على أنها تعني عدم وجود أدلة”.
وأضافت وونج: “تدعم العديد من الدراسات البحثية استخدام الفيتامينات المتعددة من قبل معظم الأمريكيين لمجموعة من الفوائد”، وهناك بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى فيتامينات معيّنة، ويجب أن تتناول النساء الحوامل مثلاً مكملًا يوميًا يحتوي على 0.4 إلى 0.8 ملليغرام من حمض الفوليك للوقاية من العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي، وفقًا لتوصية منفصلة من فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية.
كما يقول الخبراء إن الأشخاص الذين يعانون من إمكانيات وصول محدودة إلى خيارات الطعام الصحية، أو الذين يعانون من حالات طبية معيّنة، أو أي شخص يزيد عمره عن 65 عامًا قد يحتاجون إلى إضافة مغذيات دقيقة مُحدّدة إلى نظامهم الغذائي.
وتستخدم العديد من النساء بعد سن اليأس المكمّلات الغذائية لتقليل الكسور، ولكن وجدت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية في عام 2018 أنه ليس لتناول فيتامين D مع الكالسيوم أي تأثير على حدوث الكسور لدى النساء بعد سن اليأس.