تعد القهوة المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بعد الماء لما لها من مزايا. لكن تناولها بشكل مفرط قد يكون له عواقب سلبية جمة على صحة الإنسان، وقد يصل إلى الوفاة. هذا ما تداولته عدة أخبار في السنوات الأخيرة في حوادث سببها الرئيسي استهلاك مادة الكافيين الخالص. وتُعتبر القهوة من “المؤثرات العقلية” Psychoactive Drugs مثلها مثل مخدرات كالكوكايين والحشيش. فما هي كميات القهوة التي لا يجب تجاوزها لتجنب الضرر؟
فوائد ومضار تناول القهوة للجسم
منذ سنوات طويلة يستمر الجدال بين الأطباء، عما إذا كان تناول القهوة صحيا ومفيدا للجسم أم أن شربها بانتظام له عواقب سلبية.
وبالطبع القهوة الطبيعية الطازجة غنية جدا بمضادات الأكسدة، التي تحمي الجسم من التأثير السلبي للمعادن الثقيلة والإجهاد والنترات ومبيدات الآفات. ولكن من المهم إدراك أن القهوة سهلة الذوبان ليس لها هذه الخصائص. كما أن إضافة السكر والحليب والعصائر ينفي هذه الفوائد. ولكن إضافة الليمون أو البرتقال أو القرفة والزبدة وكريمة جوز الهند أو رشة ملح أو إكليل الجبل، له فوائده.
ويمكن أن يؤدي تناول فنجان من القهوة عالية الجودة في الصباح، إلى تحسين نشاط النواقل العصبية، ويكون له تأثير إيجابي في الأداء وسرعة التفكير ويساعد على منع تطور الشيخوخة والخرف وحتى أمراض مثل الزهايمر وباركنسون.
ووفقا لنتائج دراسة أجراها علماء بريطانيون، تكون مؤشرات الذاكرة وسرعة معالجة المعلومات الجديدة أعلى لدى كل من يتناول القهوة المغلية بانتظام في الصباح. وتناول القهوة مع الكربوهيدرات والفواكه أو الزبادي المحلى، يحفز مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والذاكرة.
وبتناول 3-6 فناجين من القهوة الخالية من الكافيين يوميا، يمكن تخفيض خطر تطور النوع الثاني من مرض السكري بنسبة 35%، لأن القهوة الخالية من الكافيين لها نفس الفوائد.
وأما سلبيات تناول القهوة فتكمن في زيادة العبء على القلب، لأن الكافيين يزيد من مستوى هرمون الكورتيزول في الدم، ما يؤدي إلى زيادة ضربات القلب. لذلك على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب الامتناع عن تناول القهوة. كما أن للكورتيزول تأثيرا سلبيا آخر، فهو مضاد لهرمون النوم الميلاتونين.
وبما أن الكورتيزول مسؤول عن النشاط واليقظة فإن تناول كمية كبيرة من القهوة خلال النهار أو بعد الساعة الرابعة عصرا، يمكن أن يسبب أضطراب النوم. كما يمكن أن يكون سببا في ازدياد العدوانية وانخفاض مستوى التركيز، ولتجنب هذه المشكلات ينصح بتناول القهوة الخالية من الكافيين.
ويجب أن نتذكر أيضا، أن القهوة تخرج الكالسيوم من الجسم. لذلك فإن المدمنين على تعاطي القهوة، هم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام. لذلك عليهم الاهتمام بحالة عظامهم.
كيف تجعل تناول القهوة مفيدا لصحتك؟
يحتسي البشر القهوة منذ قرون طويلة، باعتبارها مصدرا طبيعيا لمادة الكافيين، وعلى أمل أن تعود بالنفع على الجهاز العصبي المركزي للإنسان، ومن ثم وظائفه العقلية.
وطيلة عقود، تسود آراء متضاربة، بشأن تأثير الكافيين على صحة البشر.
وفي هذا الصدد، يقول مارك غونتر، رئيس قسم التغذية والتمثيل الغذائي في الوكالة الدولية لبحوث السرطان: “يُنظر إلى القهوة بشكل تقليدي على أنها ضارة. وخَلُصَت أبحاث أُجريت خلال عقديْ الثمانينيات والتسعينيات إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يزيد بالنسبة لمن يحتسونها. لكن هذه الاستخلاصات تطورت تدريجيا (واختلفت قليلا) منذ ذلك الحين”.
ويشير غونتر إلى أنه بات لدى العلماء الآن بيانات تخص مئات الآلاف من شاربي القهوة، وذلك بفضل إجرائهم خلال العقد الماضي وحده، مزيدا من الدراسات حول تأثيراتها الصحية على نطاق أوسع من البشر. فما الذي خَلُصَت إليه هذه الدراسات، وهل شرب القهوة مفيد للصحة أم أنه يشكل خطرا عليها؟
على أي حال، يُربط بين القهوة والإصابة بالسرطان، نظرا لأنها تحتوي على مادة الأكريلاميد، وهي مركب كيمياوي، يوجد في أطعمة مثل الكعك والخبز المحمص ورقائق البطاطا (البطاطس). لكن الوكالة الدولية لبحوث السرطان، خَلُصَت إلى أن القهوة لا تُسبب السرطان إلا إذا شُرِبَت ساخنة للغاية، أي أن تفوق حرارتها 65 درجة مئوية (149 درجة فهرنهايت).
كما أن هناك دراسات أشارت إلى أن القهوة قد تقي الإنسان من الإصابة ببعض الأمراض. فبعض الأبحاث أظهرت مثلا وجود صلة بين احتساء هذا المشروب وانخفاض حدة الإصابة بسرطان القولون وإمكانية تكرار المعاناة منه، لدى من أصيبوا به من قبل بالفعل.
نشر غونتر نتائج دراسة تناولت عادات شرب القهوة لدى قرابة نصف مليون شخص في أنحاء مختلفة من أوروبا على مدار 16 عاما. وأظهرت النتائج أن من شربوا كميات أكبر من القهوة، كانوا أقل عرضة للوفاة جراء الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والجلطات. وتماشت هذه النتائج مع ما خَلُصَت إليه دراسات، أُجريت في مناطق أخرى من العالم، بما فيها الولايات المتحدة.
ويشير غونتر إلى أن هناك قدرا كافيا من “الإجماع” بين الدراسات التي أُجريت بأسلوب الملاحظة، بشأن كون من يشربون ما يصل إلى أربعة أقداح من القهوة يوميا، يصابون بعدد أقل من الأمراض، مقارنة بمن لا يحتسون هذا المشروب على الإطلاق.
ومن الأنباء المبهجة بالنسبة لمحبي القهوة، أن فوائدها الصحية المحتملة، قد تمتد إلى ما هو أكثر من ذلك. فقد أظهرت الدراسة التي أجراها غونتر، أن من يشربونها يكونون على الأرجح من المدخنين الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي، إذا ما قورنوا بمن لا يحتسون هذا المشروب. ويعني ذلك أنه ربما تكون للقهوة فاعلية أكبر مما نتصور، في ضوء أن تأثيراتها الإيجابية على الصحة، تتغلب على ما ينجم عن هذه السلوكيات غير الصحية من عواقب.
وتَصْدُق هذه النتائج سواء كانت القهوة منزوعة الكافيين أم لا. فقد أشارت الأبحاث، إلى أن قدح القهوة منزوع الكافيين يحتوي على الكميات نفسها من مضادات الأكسدة، التي توجد في نظيره العادي. ولم يجد غونتر فارقا بين الحالة الصحية لمن يشربون هذين النوعين من القهوة، ما حدا به لاستخلاص أن الفوائد الصحية المرتبطة بذلك المشروب، تعود إلى مكون آخر بخلاف الكافيين.
لكن كل هذه الأبحاث اعتمدت على دراسات أُجريت على عينات عشوائية من السكان، وليس على عينة قُسِمَت إلى مجموعة ضابطة وأخرى تجريبية، مثل الأبحاث العلمية المعتادة، ما يجعلها لا تؤكد وجود علاقة سببية بين شرب القهوة وفوائد صحية بعينها. فربما كان الأمر يعود ببساطة، كما يقول بيتر روجرز الذي يدرس آثار الكافيين على السلوك والحالة المزاجية والانتباه في جامعة بريستول، إلى أن الوضع الصحي لشاربي القهوة أفضل من نظيره لدى من لا يشربونها، رغم أنهم يعيشون حياة غير صحية، كما أشارت الدراسة التي أجراها غونتر.
ويضيف روجرز بالقول: “البعض يشير إلى إمكانية أن تكون هناك تأثيرات وقائية (للقهوة)، وهو أمر جدلي بعض الشيء، بالنظر إلى أن الدراسات التي تتحدث عن ذلك، تستند إلى تحليل بيانات لعينة عشوائية من السكان بشكل عام”.
في الوقت نفسه، غالبا ما يعاني من يشربون القهوة بانتظام من ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يُفترض أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن روجرز يقول إنه لا توجد أدلة تفيد بأن ضغط الدم المرتفع الناجم عن احتساء القهوة، مرتبط بتزايد خطر الإصابة بهذا النوع من الأمراض.
وفي وقت تُندر فيه التجارب السريرية التي تتناول تأثيرات القهوة ويمكن أن تحدد بدقة أكبر ما تجلبه من فوائد أو ما تخلّفه من أضرار، مُقارنة بنظيرتها التي تُجرى على عينات عشوائية من السكان، أجرى مجموعة من الباحثين مؤخرا تجربة، لملاحظة تأثير احتساء القهوة التي تحتوي على كافيين، على نسبة السكر في الدم.
وأُجريت هذه الدراسة، التي شملت عينة قليلة العدد، على يد باحثين في مركز التدريبات الخاصة بالتغذية والتمثيل الغذائي في جامعة باث الإنجليزية. وبحثت التأثيرات المحتملة للقهوة، لاستجابة الجسم لتناول وجبة الإفطار، بعد ليلة شهدت نوما متقطعا. ووجد الباحثون أن نسبة السكر في دماء أفراد العينة، الذين احتسوا القهوة ثم اتبعوا ذلك بتناول مشروب سكري، كبديل عن وجبة الإفطار، ارتفعت عن نظيرتها لدى من لم يتناولوا هذا المشروب قبل “الإفطار”، وذلك بنسبة 50 في المئة.
لكن من الضروري أن يتكرر حدوث ذلك السلوك مرارا على مدار فترة من الزمن، لكي تتراكم المخاطر الصحية المترتبة عليه.
في الوقت نفسه، تثير الدراسات التي تُجرى على عينات من الأشخاص في بيئة المختبرات، تساؤلات حول مدى اتساق نتائجها مع ما يحدث في الحياة الواقعية، ما يوحي بأن مثل هذه التجارب بمختلف أنواعها، قد لا تعطي إجابات حاسمة بشأن تأثيرات شرب القهوة على صحتنا.
ما هو الوقت المناسب لتناول القهوة؟
يواظب الكثيرون على تناول القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة لدورها الفعال في تعديل المزاج، لكن هناك أدلة علمية تؤكد أن شرب القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة غير “صحيح”، وأن الاستفادة منها يكون بتناولها في الوقت المناسب.
تعد القهوة المشروب المفضل لدى الألمان، وهو ما تؤكده التقديرات القائلة بأن 73 بالمئة من الألمان يشربون القهوة يوميا. بينما تبلغ نسبة الألمان الذين لا يشربون القهوة نهائيا 6 بالمئة فقط. وتكثر الدارسات حول هذا المشروب مقارنة بغيره من المشروبات. وأغلب نتائج الاختبارات كانت إيجابية وتؤكد بوضوح أن هذا المشروب: هو منبه صحي تماما.
فالقهوة تقوي الذاكرة وتقي من الإصابة بالسكري، فهي تحتوي على مضادات الأكسدة وتمد الجسم بقدر كبير من الطاقة. كما أنها تخفض من احتمال الإصابة بأمراض خطيرة من بينها سرطان الكبد والجلد وأمراض الأعصاب، وهو أمر ربما لا يعرفه الكثيرون.
ربما تتعارض نتائج الدراسات أحيانا حول تأثير القهوة على بعض الأمراض مثل اختلال القدرة على الإدراك والخرف والزهايمر، إلا أن أغلب هذه الدراسات تؤكد أن القهوة تحمي من الإصابة بهذه الأمراض. إضافة إلى ذلك، أثبت الباحثون في دراستين حديثتين أن شرب القهوة والشاي معا له تاثير إيجابي على الإدراك. علما أن تناول الشاي لوحده لا يؤثر بشكل فعال على مشكلة ضعف الإدراك، ولكن دراسة حديثة أكدت أن تناول القهوة بين 3 إلى 5 مرات في اليوم في منتصف العمر يساعد على تخفيض نسبة الإصابة بالخرف بنسبة 65 بالمئة حسبما ورد في موقع “غيزوندهايت هويته” الألماني والمعني بشؤون الصحة.
لاشك أن مذاق القهوة اللذيذ وقدرتها على تعديل المزاج في كل صباح يدفع الكثيرين إلى المواظبة على شربها يوميا. ووفقا لموقع “غيزونده إيرنيرونغ” الألماني فإن الحصول على فوائد القهوة كاملة مرهون بمعرفة الوقت الملائم لشربها. وللاستفادة من القهوة الصباحية، ينصح الباحثون بعدم شربها بعد الاستيقاظ مباشرة. بل لابد من الانتظار قليلا ومن ثم شربها. ويرجع الباحثون سبب ذلك إلى أن الغدة الكظرية تفرز، عند الاستيقاظ، هرمون الكورتيزول والمعروف بهرمون “التوتر”، ويساعد هذا الهرمون الجسم على استعادة القدرة على القيام بوظائفه، ويمنح بذلك الجسم طاقته بشكل طبيعي. وبتناول الكافيين بعد الاستيقاظ مباشرة ترتفع نسبة الطاقة في الجسم بشكل مفرط.
وبالمقابل فإن تناول القهوة بعد مضي ساعتين على الاستيقاظ، فهذا يمنح الجسم المزيد من الطاقة عندما تبدأ طاقته الطبيعية بالانخفاض تدريجيا. ما يعني أن أنسب وقت لتناول القهوة الصباحية والاستفادة من تأثير الكافيين على الجسم، يكون حوالي الساعة الثامنة والنصف لدى الاستيقاظ في السابعة مثلا.
ويعيق الكافيين إفراز منظم الطاقة والمعروف بـ”الأدينوزين”، وهو مركب كيميائي يوجد في خلايا الجسم ويساعد على تعزيز النوم. ويتشكل هذه المركب في الجسم خلال اليوم. وعند غروب الشمس يقوم الجسم بإفراز الميلاتونين كمؤشر للجسم إلى أن وقت النوم قد حان. لكن تناول الكافيين يمنع تشكل الأدينوزين و يساعد على بقاء الدماغ نشيطا.
أما أفضل وقت لتناول الكافيين فيكون في وقت متأخر من الصباح، ولدى الرغبة بتناول القهوة في فترة بعد الظهر، فينبغي أن يكون بعد وجبة الغداء و قبل موعد تناول وجبة العشاء للحفاظ على طاقة الجسم. علما أن خبراء الصحة يحذرون من شرب القهوة قبل النوم، فالكافيين يمنع من النوم بعمق. وآخر فنجان للقهوة في اليوم يجب أن يكون قبل النوم بست ساعات على الأقل.
وفي النهاية من الضروري مراعاة المقولة “ما زاد عن حد ..انقلب لضده”. فالمبالغة في شرب القهوة مضرة، ويمكن أن تؤدي إلى الأرق والإدمان وتعكير المزاج. والاعتدال في شرب القهوة هو الأمثل للحصول على فوائد المشروب اللذيذ.
هناك من يجد القهوة التركية لا تفي بالغرض في تعديل مزاجه بينما قهوة الإسبريسو لها تأثير عجيب عليه، فما السبب؟
أنت تحب القهوة ولكن صديقك لا يطيقها؟
أنت تحب الشوكولاته وقضمة واحدة قد تغير مزاجك كله، بينما زميلك في العمل لم يحبها يوماً..
أنت قد يكفيك فنجان صغير من القهوة ليجعلك يقظاً يوماً كاملاً بينما زوجتك تحتاج إلى أربعة فناجين حتى تكون بمثل يقظتك!
عند عدم شرب القهوة أو الشاي في وقته بسبب الصيام أو الانشغال، يصاب الإنسان بالإعياء والدوخة والصداع الشديد!
ربما هذه الملاحظات هي بالنسبة لك روتينية وعادية ستربطها بالإدمان على الكافيين.
ولكن مثل هذه الملاحظات المدهشة قادت العديد من العلماء حول العالم لدراسة ارتباط القهوة بمادتنا الوراثية!
في دراسة أجريت في أميركا على 45000 شخص من محبي القهوة والمشروبات المحتوية على الكافيين وجدوا أن جين CYP1A2 هو المسؤول عّن استقلاب الكافيين في الكبد. ولكن لم يتوقف الأمر إلى هنا بل لاحظوا أن هناك اختلافاً في توريث هذا الجين من شخص لآخر.
وفي دراسة أجراها علماء إيطاليون وهولنديون وجدوا أن هناك جيناً آخر له علاقة بالقهوة بشكل خاص وساهمت في هذه الدراسة كبرى شركات القهوة الإيطالية حيث وجدوا أن الأشخاص الذين لديهم نسخة من جين PDSS2 بتركيز يثبط عمل جينات استقلاب الكافيين! ونسخ هذا الجين المختلفة لها ارتباط كبير بكمية الكافيين التي يحتاجها الشخص بشكل يومي. بالتالي الأشخاص فاقدو هذا الجين يستهلكون كميات أكبر من القهوة.
لذلك الشخص الذي استقلابه سريع الكافيين يجعله قادراً على شرب كميات أكبر بينما الذي استقلابه بطيء يكفيه ربع فنجان..!
وهذا يعطينا مفتاحاً على الاختلافات بيننا في عادات تناول القهوة، فهناك من يجد القهوة التركية لا تفي بالغرض في تعديل مزاجه بينما قهوة الإسبريسو لها تأثير عجيب عليه.
وفي دراسة حديثة قام بها علماء من هارفارد، قاموا باستخدام علامة صبغ حيوية للمادة الوراثية للقهوة بالمادة الوراثية للإنسان من ثم قاموا بتحليل الـ DNA، فوجىء العلماء بوجود ستة جينات مرتبطة بالقهوة:
– جينان مرتبطان باستقلاب الكافيين
– جينان مرتبطان بالحالة النفسية والفيزيائية عند شرب القهوة
– جينان مرتبطان باستقلاب الغلوكوز والدهون ولكن لهما علاقة بالكافيين.
وهذه الدراسة جرت على 120000 عينة DNA جمعت من أميركان وأوروبيين وأفارقة واستمر العمل عليها والخروج بهذه النتيجة سنتين!
ومن الممتع في هذا المجال أمضى عالم آخر من هارفارد 20 عاماً في دراسة تأثير القهوة على الإنسان؟ واكتشف أن شاربي القهوة أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأمراض العصبية، ويقول هذا العالم “إن علاوة على فائدة الكافيين فإن القهوة تحتوي على مئات المركبات المضادة للأكسدة والتي يصعب دراستها كلاً على حدة” وأما عّن فوائد القهوة قال “إن فوائدها تتمثل في تقليل فرص الإصابة بالسكري وأمراض القلب ومرض باركنسون وأمراض الكبد بما فيها سرطان الكبد، كما وإنها ترتبط وبشكل كبير بتقليل فرص الاكتئاب والانتحار” وقال هذا العالم ملاحظة مهمة؛ إن المدخنين مدمني القهوة لا يمكنهم الحصول على فوائدها بشكل كامل بسبب إدمان النيكوتين.!
وهذه الدراسات جميعها لا تعطينا معلومات عن القهوة فحسب بل تفتح باباً واسعاً لمعرفة سبب حب إنسان ما لطعام ما وعدم تقبله لآخر، وهذا يساعد جداً في مساعدة الناس بتغيير عاداتهم الغذائية.
لكن إدمان القهوة رغم فوائده فهو مؤلم ومزعج ويسبب لصاحبه الصداع والتعب خصوصاً في أوقات الصيام فكيف يمكن الوقاية من ذلك؟
سبب التعب من قلة الكافيين لأنه بعد استقلابه في الكبد يسري مع الدم إلى أن يصل خلايا الدماغ ويعمل على زيادة إفراز الدوبامين ويغلق مستقبلات الأدونوسين الذي يساعد على النوم ومن هنا يشعر الإنسان باليقظة والسعادة. وبالتالي فإن الانقطاع عّن الكافيين بشكل مفاجئ سيشعر الإنسان بالتعب والنعاس ومن ثم الصداع .
لتفادي ذلك في حالة الصيام لا بد من محاولة تغيير العادات الغذائية في استهلاك القهوة، فقبل رمضان بمدة جيدة نحاول التخفيف بالتدريج حتى نصل إلى نقطة تتحمل فيها أجسادنا قلة الكافيين، أو تعويض نسبة الكافيين ما بين الإفطار والسحور، بمعدل فنجاني قهوة بعد الإفطار وفنجان قهوة على السحور.
أما عن أقصى نسبة ينصح بها العلماء من الكافيين فهي 400 mg وهي نسبية من شخص لآخر لأن زيادتها عن الحدود القصوى ستؤثر سلباً.
بعد كل هذا ألا يحق لنا أن نعشق القهوة.
إليك 11 نصيحة ستجعل قهوتك أكثر صحة
القهوة من أكثر المشروبات شعبية في العالم ومن أكثرها صحّة في نفس الوقت. اتبع هذه النصائح لتحصل على فوائد القهوة ولتجعلها أكثر صحية.
القهوة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، كما يُعتقد أنها أيضاً من أكثرها صحّة في نفس الوقت، إذ إنّها أحد المصادر الغنية بمضادّات الأكسدة. لتجعل مشروب القهوة أكثر صحة، هناك بعض النصائح التي ينبغي اتباعها عند تناول فنجان قهوة في المرة القادمة.
1- تناول وجبة خفيفة أولاً
في حين أنَّ الكثير منّا يبدأ اليوم بفنجان قهوة كبير، فقد تخفض بالفعل مستويات الطاقة في الجسم بعد القيام بذلك. بكلّ بساطة، يُطلق الجسم الأنسولين استجابةً للكافيين الموجود في القهوة؛ مما يؤدي إلى انخفاضٍ كبير في نسبة السكر في الدم.
ينتج عن هذا الشعور بالإرهاق والتعب، ولذا فشرب فنجان قهوة ليس طريقة رائعة لبدء يومك. تناول وجبة خفيفة صغيرة أثناء شرب القهوة، أو حتى تناول الطعام مباشرة قبل أن تشربها.
2- لا تشربها بعد الثانية مساءً
القهوة هي واحد من أغنى مصادر الكافيين الطبيعية في النظام الغذائي، وكما نعلم فالكافيين يمنحنا طاقة كبيرة ويساعدنا على البقاء مستيقظين. ولذا إذا كنت تتناول القهوة في وقت متأخر من اليوم، فقد يكون لهذا تأثير على مواعيد نومك، وبالتالي يؤثر على صحتك العامة.
لهذا السبب، من المهم عدم شرب القهوة في وقتٍ متأخّر من اليوم. إذا كنت بحاجة إلى ذلك، فيمكنك شرب كوب من الشاي بدلاً من ذلك، فهو يحتوي على كمية أقل بكثير من الكافيين.
لذا فالامتناع عن تناول القهوة بعد الساعة 2-3 مساءً أمر جيد، ولكن لا يتأثّر الجميع بنفس القدر من الكافيين، وقد ينام بعض الأشخاص على ما يرام حتى إذا تناولوا القهوة في وقت متأخر من اليوم.
3- تجنّب إضافة المحليات الصناعية
على الرغم من أنَّ القهوة صحيَّة في حد ذاتها، إلا أنَّ إضافة السكر يمكن أن يحوّلها إلى مشروب ضار، ويعتبر السكر المصنّع أحد أسوأ الإضافات في النظام الغذائي. يرتبط تناول السكر بصفةٍ أساسية مع بعض الأمراض الخطيرة مثل السِّمنة والسكّري، ويعني هذا أن إضافة السكر قد يخلصك من فوائد القهوة المحتملة.
تحب السكر ولا تهتم بمعدلات تناولك له؟ تلك أضراره على صحتك وكيفية الاستغناء عنه بالبدائل
وتوصي منظّمة الصحة العالمية بأن يكون استهلاك الفرد البالغ من السكر 25 غراماً يومياً، لذا إن كنت لا تستطيع تناول قهوة الصباح دون سكر، فبإمكانك إضافة القليل منه كي لا تتعدى النسبة المسموح بها يومياً.
4- تجنُّب إضافة الكريمات الاصطناعية
تمرّ الكريمات قليلة الدسم الاصطناعية بالكثير من مراحل المعالجة، وقد تحتوي على مكوّنات لا ترغب في إدخالها لجسمك، ولذا فالخيارات الطبيعية هي الأفضل.
بدلاً من استخدام الكريمات الاصطناعية، فكِّر في إضافة بعض الكريمات كاملة الدسم إلى القهوة، ويفضَّل أن تكون من الأبقار التي تتم تغذيتها بالأعشاب.
تشير الدراسات إلى أن منتجات الحليب تحتوي على بعض العناصر الغذائية الهامة. على سبيل المثال، تعتبر الألبان مصدراً ممتازاً للكالسيوم وقد تقلِّل من خطر هشاشة وكسور العظام.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي حليب الأبقار التي تتغذَّى على الأعشاب على بعض فيتامين K، والذي يرتبط أيضاً بتحسين صحة العظام والقلب. إن كنت نباتياً، فبإمكانك إضافة حليب اللوز على قهوة الصباح بدلاً من حليب الأبقار، كما أن حليب اللوز له خصائص مضادة للالتهاب.
5- اختر ماركة عضوية
يمكن أن تختلف جودة القهوة اعتماداً كبيراً على طريقة المعالجة وكيفية زراعة حبوب القهوة. وهناك العديد من أنواع القهوة التي تعرضت للمبيدات والمواد الكيميائية الضارة.
فإذا كنت قلقاً بشأن احتواء قهوتك على المبيدات، فليس أمامك سوى شراء القهوة العضوية التي تحتوي على كميات أقل بكثير من المبيدات الصناعية.
6- تجنّب الإفراط في شرب القهوة
على الرغم من أن تناول القهوة المعتدل صحي، إلا أن تناول الكثير قد يقلل من إجمالي فوائد القهوة التي تعود على الجسم. قد يكون للإفراط في تناول الكافيين آثار جانبية ضارة مختلفة، على الرغم من أن حساسية الناس للكافيين مختلفة.
بشكلٍ عام، توصي وزارة الصحة الكندية بعدم تجاوز 2.5 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً. بالنظر إلى أن متوسط فنجان القهوة قد يحتوي على حوالي 95 ملغ من الكافيين، فإن هذا يقابل حوالي فنجانين من القهوة يومياً لشخص يزن 80 كيلوغراماً.
7- استخدم ورق الترشيح
يعد الكافيستول أحد المكونات الكيميائية في القهوة، ويسبِّب ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، ويوجد في القهوة غير المصفَّاة مثل القهوة التركية.
وللتخلُّص من الكافيستول مع الإبقاء على مكونات القهوة الأخرى التي تجلب المنفعة، يمكن استخدام ورق الترشيح الذي يمنع مرور الكافيستول، ويسمح بمرور باقي المكونات مثل الكافيين ومضادات الأكسدة من العبور.
على الرغم من السمعة السيئة للكافيستول، فإن إحدى الدراسات العلمية التي أجريت على الفئران أفادت بأنّ الكافيستول يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
8- أضف بعض القرفة إلى القهوة
تمتزج القرفة جيداً مع القهوة، وتزيد من الفوائد التي يحصل عليها الجسم، فإذا كنت تفضل مزج النكهات للاستمتاع بنكهات مختلفة، فلن تجد أفضل من القرفة لتمتزج مع القهوة.
فبالإضافة إلى فوائد القهوة، تشير الدراسات إلى أن القرفة يمكن أن تخفض نسبة الغلوكوز في الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية في مرضى السكري.
فقط تأكد من عدم وضع الكثير من القرفة في الفنجان، فرغم أن الكميات الصغيرة من القرفة لها فوائد كثيرة، فإن الكثير منها قد يسبب بعض الآثار الجانبية الضارة.
9- أضف بعض الكاكاو إلى قهوتك
إضافة الكاكاو إلى مشروب القهوة تمنحه نكهة إضافية لذيذة، بالإضافة إلى بعض الفوائد الصحية أيضاً. فيعتبر الكاكاو أحد مضادات الأكسدة الطبيعية، ويرتبط بالعديد من الفوائد الصحية مثل خفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
ولذا فإضافة بعض مسحوق الكاكاو على القهوة تمكنك من الجمع بين فوائد القهوة والكاكاو.
10- زيت جوز الهند إضافة رائعة
زيت جوز الهند مليء بالدهون الصحية، وخاصة الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة المعروفة بتحسين فقدان الوزن. كما أن جوز الهند له علاقة بصحة الدماغ، إذ أثبتت إحدى الدراسات العلمية الصلات المحتملة بين انخفاض معدلات الإصابة بمرض ألزهايمر وتناول زيت جوز الهند يومياً.
11- هناك إضافات رائعة أخرى
بالإضافة إلى القرفة والكاكاو وزيت جوز الهند، هناك عدة إضافات أخرى بإمكانها تغيير نكهة قهوتك، كما تضيف إليه العديد من الفوائد الصحية.
من بين هذه الإضافات حَبّ الهيل الذي يمنح القهوة نكهة تشبه الزنجبيل، وتحتوي حبوب الهيل على الألياف، والمعادن الأساسية، ومركّبات تساعد على الحدّ من السرطان. كما يساعد الهيل على تحسين الدورة الدموية والسيطرة على الكوليسترول.
هناك كذلك مستخلص الفانيليا، فإضافة بضع قطرات منه يمنح القهوة مذاقاً خاصاً، بالإضافة إلى أن الفانيليا تهدِّئ آلام المعدة، وتخفِّف التوتر، وتقلِّل آلام المفاصل.
إن كنت من محبي الزنجبيل، فلا مانع من إضافته إلى القهوة، فبالإضافة إلى نكهته المميزة فهو علاج طبيعي للجهاز الهضمي. كما يساعد الزنجبيل في تهدئة الحلق والتخفيف من نزلات البرد، وتخفيف الالتهاب.