أقيمت خطبتي صلاة الجمعة المباركة،في بغداد / النعيرية، جامع وحسينية فاطمةالزهراء”ع” بإمامة الشيخ مازن الساعدي. في ١٣ محرم الحرام ١٤٤٤ هـ.
الخطبة_الأولى
المقدمة والحمد والثناء والدعاء
ورد في زيارة عاشوراء ( فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة اوليائكم ورزقني البراءة من أعدائكم ان يجعلني معكم في الدنيا والآخرة وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة )
يوجد نوعان من المعية مع الحسين عليه السلام
النوع الأول الذي عبر عنه الْفَرَزْدَقُ حين قال لَقِيَنِي الْحُسَيْنُ ( ع ) فِي مُنْصَرَفِي مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: “مَا وَرَاكَ يَا بَا فِرَاسٍ”؟
قُلْتُ: أَصْدُقُكَ؟
قَالَ: “الصِّدْقَ أُرِيدُ”.
قُلْتُ: أَمَّا الْقُلُوبُ فَمَعَكَ، وَ أَمَّا السُّيُوفُ فَمَعَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَ النَّصْرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.
قَالَ: “مَا أَرَاكَ إِلَّا صَدَقْتَ، النَّاسُ عَبِيدُ الْمَالِ، وَ الدِّينُ لَغْوٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ بِهِ مَعَايِشُهُمْ، فَإِذَا مُحِّصُوا لِلِابْتِلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون” 2
بمعنى أن هذا الانتماء انتماء عاطفي …..
النوع الثاني الذي عبر عنه أبي الفضل العباس عليه السلام حينما قال ( أني احامي ابدا عن ديني وعن أمام صادق اليقيني ) بمعنى انتماء عقائدي ……
بتعبير آخر ايمان عاطفي لا يغني عن الحق شي وإيمان عقائدي يفضي إلى التضحية بالنفس والدفاع عن الحق
أما النوع الأول سيوفهم عليك
تارة يكون بالقتل المادي والتصفية الجسدية كما فعل جيش يزيد وعمر بن سعد واو
وأخرى يكون القتل للحسين عليه السلام قتل معنوي كما قتلوا الأنبياء والمرسلين وهذا النوع من القتل أشد خطورة من النوع الأول لأنه سوف يؤدي إلى قتل الثورة الإصلاحية التي قادها الامام الحسين عليه السلام وضحى بكل تلك التضحيات لأجلها
فمن لا ينصر الحق ولا يضحي في سبيل الحق ولا يامر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر فهو قتل الحسين ….
وكذالك المرأة التي لا تلتزم بالحجاب الشرعي والاداب الإسلامية وليس لها حياء ولا عفة قتلت الحسين …..
والشاب المتهتك والمستخف بدينه وتعاليم الإسلام قتل الحسين….
والعالم الساكت عن الحق ونصرة الحق وتقديم النصائح قتل الحسين….
والمسؤول في البلد الذي لا يؤدي عمله بشكل صحيح قتل الحسين عليه السلام بل وحتى الموظف الذي لا يؤدي وظيفته بأمانة واخلاص
واما أصحاب الإيمان العقائدي فإنهم أنصار الحسين عليه السلام في كل زمان ومكان لأن واعية الحسين عليه السلام باقية إلى يوم القيامة ….
فمن كان الدين أكبر همه ويحمل شعار ابي الفضل العباس عليه السلام( اني احامي ابدا عن ديني وعن أمام صادق اليقيني) فقد نصر الحسين عليه السلام وركب في ركاب الحسين عليه السلام
ومن كان شعاره شعار علي الأكبر عليه السلام ( اب اولسنا على الحق قال بلا قال اذا لا نبالي اوقعنا على الموت ام وقع الموت علينا ) فمن كان مع الحق واهل الحق فقد نصر الحسين عليه السلام
ومن استطاع أن يطلق الدنيا تأسيا بعلي عليه السلام كما فعل زهير بن القين عليه السلام فقد نصر الحسين عليه السلام
ومن كان يؤثر غيره على نفسه
حتى مع حاجته فإنه قد نصر الحسين عليه السلام قال تعالى(( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) …..
ومن كان همه نفع الناس فقد نصر الحسين عليه السلام
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال ( خير الناس من نفع الناس )
الخطبة_الثانية
المقدمة والحمد والثناء والدعاء
قال تعالى (وإذا قِيَل لَهُمْ لا تُفسِدوُا في الارْضِ قالوا إنَّما نحْنُ مُصلِحونَ، ألا إنَّهُمْ هُمُ المُفسدُونَ وَلكِنْ لاَيشعرُوُن)
أمور مهمة لابد من بيانها
١- الكل متفق على ان الفساد منتشر في جميع مفاصل الدولة والبلد
والكل متفق على ان الطبقة السياسية التي حكمت البلد فاشلة فاسدة
والكل متفق على ان الفساد الذي نخر البلاد جميع الكتل السياسية مشتركة به بصورة أو بأخرى
جيد الآن ماهي الحلول التي تطرح لأجل الخلاص من الواقع المخجل
تغيير النظام
أو حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدةأو الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال أو التجديد لها والحقيقة هذه ليست حلول وإنما هي هروب الى الإمام لأنه أشغال للناس وتعطيل لمصالح العباد والبلاد ولأن بقاء نفس الوجوه ونفس السياسة الفاسدة المفسدة وعلى نفس المنوال ليس بإصلاح إطلاقا
حتى لو تغير البلد نفسه وليس النظام أو حل البرلمان
فلا يمكن محاربة الفساد و الظواهر المنحرفة بهذه العقلية وبهذه الثقافة المنحرفة والسطحية
اذا الحل ماهو
لابد من الرجوع إلى صمام الامان والاخذ بمشورة المرجعية الرشيدة الواعية التي لطالما حددت أسباب المشاكل واعطت العلاجات المناسبة
ثم الجلوس على طاولة الحوار للوصول بالبلد إلى بر الأمان
وعدم الانجرار وراء المصالح الفئوية أو الشخصية الضيقة
الأمر الثاني/ ابتليت القضية الحسينية بكثير من الشوائب الدخيلة عليها وربما توجد بعض الأمور البسيطة التي ممكن التغاضي عنها لكن امور تطرح من على منبر الحسين عليه السلام من محاضر او رادود فيها انحراف عقائدي وابتعاد عن قيم ومبادئ الاسلام فهنا لا يمكن السكوت بحال
والا ما معنى الحديث عن الترغيب فقط واغفال الجانب الآخر وهو الترهيب ( لا تخاف أذنب وفعل المعاصي وتعال للحسين ينفخ على الذنوب وتطير ) منو انت و شنو وزنك اذا المعصوم ع يقول ما أتاكم عنا اعرضوه على القرآن فإن كان موافق القرآن فخذوه واذا كان مخالف للقرآن اضربوا به عرض الجدار
أو يأتي رادود أصول الدين ميعرفها
فيقول ( علي هو الله والله هو علي )
على المرجعية الدينية لاسيما التي لها كلمة ان تراقب هكذا حالات وتعطي موقف واضح إلى وزارة الداخلية الشرطة المجتمعية لمنع هكذا أشخاص من الإساءة إلى الإسلام والى منبر سيد الشهداء عليه السلام
الأمر الثالث/ انتشار ظاهرة المخدرات
يوما بعد آخر تتفاقم ظاهرة انتشار المخدرات في العراق حتى وصلت إلى تهديد صريح وصارخ ينذر بانهيار مجتمعي شبه كامل.
وتتزايد المخاوف مع تصريحات رسمية تؤكد أن نسب التعاطي ما بين شرائح الشباب بلغت مستويات كارثية.
وزارة الداخلية تعلن احصائية مهمة عن المخدرات:
-تم خلال الأشهر الستة الماضية القبض على أكثر من 8200 متهم بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات.
-القاء القبض وبشكل يومي على عشرات المتهمين بالمخدرات.
– أكثر المناطق التي رصدت بها عمليات الترويج والاتجار بالمخدرات هي المحافظات الحدودية التي تكون مستهدفة من قبل العصابات، منها ميسان والبصرة والأنبار.
-مناطق الرصافة في بغداد، تصدرت المناطق الأكثر تجارة وتعاطيا للمواد المخدرة.
-عصابات المخدرات تستهدف محافظات العراق كافة
-خلال الأشهر الستة الماضية تم ضبط أكثر من 210 كيلوغرامات من المخدرات بينها أكثر من 180 كيلوغراما من مادة الكريستال.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز